الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث محكوم بالإعدام: رسالة مؤثرة لسجين تونسي من خلف قضبان سجن "عين زاره" بطرابلس

نشر في  17 فيفري 2016  (22:07)

"هل في بني وطني من يعتقني من الجلد وشبح الاعدام؟" قد يكون نداء استغاثة أو ربّما هي صرخة يأس لشاب عاد منذ فترة من الجارة ليبيا يجرّ أذيال الخيبة محمّلا بمأساة أخيه الذي يقبع في غياهب سجن طرابلس بتهمة الدفاع عن شرفه.

عاد ماهر البركاتي الى مسقط رأسه سبيبة عسى أن يجد من بني وطنه من يساعده في انصاف شقيقه الذي يواجه حكم الاعدام ويروي معاناته التي بدأت منذ شهر جانفي 2013 وتواصلت لتتجاوز العذاب النفسي وتدهور الحالة الصحيّة لتبلغ حدّ الجلد و تقليع الأظافر حسب روايته.

معاناة خيري تبدو مرسومة بكلّ تفاصيلها كرسالة واضحة الخطوط على تقاسيم وجه أخيه الشاحب الذي تحدّث بحرقة عن الحالة النفسية والجسدية التي ترك عليها شقيقه الذي طال به الأمد في غياهب سجن "عين زارة" بطرابلس بسبب حادثة تعود أطوارها الى شهر جانفي 2014 حين كاد خيري أن يكون ضحية شاذ ليبي حاول اغتصابه في جنح الليل لولا استماتته في الدفاع عن نفسه وضربه بقضيب حديدي أدى الى موته بعد ثلاثة أيام.

غير أن غياب من يتابع ملف القضية وقلّة حيلته وعجز عائلته فتح المجال أمام عائلة الهالك للتلاعب بوقائع الحادثة ليتحول خيري من ضحية يدافع عن شرفه الى قاتل متعمّد يواجه حكم الاعدام.

حوالي سنتين مرّت وخيري لم يحاكم بعد رغم أن والده قد عيّن له محامية قبل أن تتوفّاه المنيّة في شهر نوفمبر من العام المنقضي بسبب صعقة كهربائيّة وظلّ القضاء الليبي يؤجّل الجلسات بتعلّة غياب لسان الدفاع بعد أن وجّهت له دائرة الاتهام تهمة السرقة والقتل العمد.

الأستاذة كريمة حجّاج محامية السجين أكّدت لنا في اتصال هاتفي أن غيابها مقصود لأنها في حاجة لقرائن تفنّد قرار دائرة الاتهام مؤكّدة أن المسألة تتجاوز الاشكال القانوني في ظل الاضطرابات الأمنيّة التي تشهدها ليبيا.

كما ضمّت صوتها الى صوت الى ماهر في ما يتعلّق بالدبلوماسية التونسيّة التي لم تتابع القضيّة ولم تحرّك ساكنا منذ سلّم آنذاك السيد محمد بالشيخ خيري الى السلطات الليبية.

ماهر البركاتي حمل كذلك تخوفات أخيه الذي نقلها على لسانه اذ أن خيري وان حالفه الحظ ونجا من حكم الاعدام الذي يبدو جليا خلف قرار دائرة الاتهام الليبية، فانه لن يفلت من بطش عائلة الهالك التي تتربّص بأخيه في كلّ حين.

وفي هذا السياق عبّر ماهر عن استغرابه من المماطلة التي لقيها من المنظّمة التونسية لمناهضة التعذيب الممثّلة في شخص رئيستها الأستاذة راضية النصراوي التي وان تبنّت ملف خيري ولكنّها لم تحرّك ساكنا باستثناء اعطاء الملف الى المنظّمة العالمية "سند" والتي بدورها اقترحت توفير محامي ليبي للدفاع عن خيري بمقابل يفوق قدرات العائلة الماديّة لاسيما بعد وفاة الأب وغياب السند.

علاء الزلفاني

الصورة للشاب خيري البركاتي